منجيرة الراعي

التفاتة لديوان الشاعر اسعد السبعلي

ـ1ـ
.. بِذْكُر مِنْ زَمانْ
وقت اللي كان جدّي
يخبّرنا حْكاياتْ
عن الضّيْعَه الْقَديمِه
كانِتْ الدّمْعاتْ تِطفُرْ مِن عْيُونُو
ويسرحْ مع السّكوتْ
وْيِتْخَيَّلْ إِشْيا مِمْحِيّه
دَعَسْ عليْها التَّطوّر وْمِشي
ـ2ـ
.. ومهما قِوي سُلْطانْ التّطوّرْ
صعب يِتْغَلّبْ عَ الذّكْرياتْ الْـ ما بِتْمُوتْ
صعب يقدر يِمْحي من خْيال الشُّعرا
اللي حبّوا الضَّيْعَه اللبْنانيِّه
أمثال آميل مبارك
وأسعد السبعلي
صورة هالجنّه الْحلْوِه
ـ3ـ
الموقده، التنّور، السّطَيْحَه، 
الْمَوْرَج، الْمحدلِه، الْقَبُو،
كلّها آثار لبنانيّه صميمه
بْيِفْتِخر "السبعلي" يضلّ يِتْغَنّى فِيَا
وقبل ما ينام يْصَلّيَا
ومن حَقّو يِتْحَسَّرْ
وْمنْ حَقُّو يِبكي
لمّن بيشُوف فرن الغاز
والدّفايه الْعا كَهْرَبا
مِسْتحلّين بِبَيْتُو
حدود الْمَوْقَدِه:
يا رْفيقة السهرات بالبيت العتيق
استفقدتلك جارتك هالقنطره
بردان قلبك هالموعّد ع الحريق
عريت حجارك.. والزوايا محفّره
كان لازم يقول "السبعلي":
"مين خَزَّق" بدل "مين جَلّف"
لأن كتاب الموقده تخزّق
وانزتّ بأتون نار التقدم
وصفّى رماد.
ـ4ـ
بهالايام..
صارْ الواحد منّا
بْيِسْتحي يسْكُن ببيت عَتيق
مْوّرْتو ياه جدّو!
بيخاف الناس يسخروا منّو
وْيْعَيّروه بسقف بيتو الخشب
التراب،
الحوّاره،
اللي كل ما بِتْشَتِّي الدِّني
بينِشّ، وبْتنزل الدّلْفه.
ـ5ـ
أنا سقف بيتي خشب وتراب
وكنت ناوي صلّحو
وغَيّرو..
وماشي الموضَه..
لكن بعد ما قريت "منجيرة الراعي"
صرت إفتخر فيه وإعتزّ
واسعد كل ما نزلت الدّلفه أكترْ
ـ6ـ
"منجيرة الراعي"..
لازم يتوزّع ببلاش
ع الضّيَع البعيده خلف الجبالْ
بركي بيقروه كل الناسْ
بركي بيعودوا يحبّوا الضيعه
ويرَجّعوا الماضي الْحابِبْ يرجَعْ
ويْعَشْعِشْ بقرميد البيوتْ
بالشجر العالي،
بجمّ العلَّيْق،
وبطاقة القنّ.
ساعتها بيتحقّق حلم لبنانْ
وبيرجع الحبّ يْخَيّم ع القلوب
الْـ جَرّحْها الحسَدْ.
**